.... فلا مانع أن يُواصل إلى السَّحَر، يعني: يستمر صائمًا إلى السَّحر، فيكون سحوره عشاءً، ولكن الأفضل أنه لا يستمر، بل متى غابت الشمسُ أفطر، كما قال عليه الصلاة والسلام: إذا أقبل الليلُ من هاهنا، وأدبر النَّهار من هاهنا، وغربت الشمسُ فقد أفطر الصائمُ، وفي الحديث يقول الله : أحبُّ عبادي إليَّ أعجلهم فطرًا.
"أعوذ بوجه الله الكريم، وبكلمات الله التامات، اللاتي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما ينزل من السماء وشر ما يعرج فيها، وشر ما ذرأ في الأرض وشر ما يخرج منها، ومن فتن الليل والنهار، ومن طوارق الليل والنهار، إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن".[٦١]
الشيخ: وذلك لما جعل اللهُ في قلب السَّخي من محبَّة الإحسان والجود والسَّماح بالمال، وعدم عظمته في قلبه، فهو في راحةٍ بما يرى من إحسانٍ للناس، ومُواساةٍ، وشفاعةٍ، ونحو ذلك. والبخيل مثلما جاء في الحديث الصحيح كصاحب الجبَّة التي قد لصقت حلقتُها به، الذي ما رضي أن يُحسن لصقت كل حلقةٍ مكانها، وضاقت عليه الجبَّة حتى لا يستطيع أن يُنفق ويُحسن، ولا يستطيع أن يتخلص من الجبَّة؛ لما في قلبه من الضيق والحرج وحُبِّ المال، وكراهة الإحسان، فهو في ضيقٍ وحرجٍ عند خروج أي فلسٍ وأي شيءٍ.
سور الرقية الشرعية هي السور التي ثبت فيها الفضل في التحصين ورقية النفس من الأمراض والأذى، ونذكر فيما يأتي السور التي حثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على تحصين النفس بها في السنة النبوية الشريفة:
وَفِي "الصَّحِيحَيْنِ" نَحْوُهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِاللَّهِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى.
(أعوذُ بكلماتِ اللهِ التَّامَّاتِ التي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فَاجِرٌ ، رقيه فك عقد الصدور من شرِّ ما خلقَ و ذَرَأَ و بَرَأَ ، و من شرِّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ ، و من شرِّ ما يَعْرُجُ فيها ، و من شرِّ ما ذَرَأَ في الأرضِ ، و من شرِّ ما يخرجُ مِنْها ، و من شرِّ فِتَنِ الليلِ و النَّهارِ ، و من شرِّ كلِّ طَارِقٍ إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يا رَحْمَنُ).[٣٧]
- يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ .
أنا أعاني من إختناق في الصدر مند الصغر ولا أعرف مادا أفعل وفي المنام هذه الأيام يراودني حلم خبيتة وسيئة واستحلام لا أعرف ماذا أفعل
وَمِنْهَا: تَرْكُ فُضُولِ النَّظَرِ وَالْكَلَامِ وَالِاسْتِمَاعِ وَالْمُخَالَطَةِ وَالْأَكْلِ وَالنَّوْمِ، فَإِنَّ هَذِهِ الْفُضُولَ تَسْتَحِيلُ آلَامًا وَغُمُومًا وَهُمُومًا فِي الْقَلْبِ، تَحْصُرُهُ، وَتَحْبِسُهُ، وَتُضَيِّقُهُ، وَيَتَعَذَّبُ بِهَا، بَلْ غَالِبُ عَذَابِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْهَا.
وهذا مما يدل على أنَّ المراد غير الأكل والشرب؛ لأنه قال: "أظلّ"، ولا يُقال هذا إلا في الذي يفعل الشيء في النَّهار.
"بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم (ثلاث مرات)".[٦٤]
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ .[٩]
قوله -تعالى-: اللهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ .[٦]
الشيخ: ولا شكَّ أنَّ هذا المعنى هو الأصحّ، وأنَّ ما يفتح الله من المعارف العظيمة، ومواد الأنس، ونفحات القدس، والتَّلذذ بالمناجاة له سبحانه في قراءة كتابه، وفي طاعته والقيام بين يديه؛ يقوم مقام الطعام والشراب، ويكفيه المدة الطويلة عليه الصلاة والسلام في صيامه ليلًا ونهارًا، بخلاف غيره فإنه لا يتحمل هذا، من طبيعة البشر الضعف عن تحمل الجوع الكثير والعطش الكثير؛ ولهذا قال: أظل يُطعمني ربي ويسقيني، أظلّ في النهار، كلمة تُقال في النَّهار، وفي اللفظ الآخر: لي مُطعم يُطعمني، وساقٍ يسقيني، لستُ مثلكم، إني أُطعم وأُسقى، ولو كان يأكل من الجنة ما صار صائمًا، ولو كان يشرب كذلك، وأخبرهم أنه صائم، وأنه يُواصل، وليس مثلهم، فهذا يدل على أنَّ المراد ما يحصل في قلبه من المعلومات الإلهية، والنَّفحات القدسية، والتَّلذذ بالطاعات والمناجاة والأنس بتلاوة كتابه، ومشاهدة إنعامه وإحسانه وفضله، ومشاهدة أنه يراه، إلى غير هذا من المواد التي ترد على القلب.